نبي الله جرجيس
كان في الموصل (شمال العراق) رجل مؤمن اسمه جرجيس بن متّى، وكان من نسل الأنبياء، وبعض العلماء قالوا إنه من تلاميذ نبي الله عيسى عليه السلام، أو نبي أُرسل بعده.
كان جرجيس عليه السلام رجل غني جدًا، عنده أراضي وتجارات، لكن رغم غناه كان زاهد بالدنيا، ويحب الله، ويعبد الله كثير، ويطعم الفقراء والمحتاجين.
انتشار الكفر:
بمرور الزمن، صار الحاكم على قومه ملك جبار وظالم اسمه دادانوس (أو داديانوس)، وكان هذا الملك يأمر الناس يعبدون الأصنام، ويقول: "هذه هي الآلهة التي ترزقكم وتشفيكم".
وإذا واحد رفض، يعذبه عذاب قاسي جدًا.
دعوة نبي الله جرجيس:
لما شاف نبي الله جرجيس الكفر والظلم منتشر، قام وقال:
"يا قومي، اتقوا الله، لا تعبدوا الأصنام، إنما الله وحده هو الخالق الرازق، لا شريك له."
فصار يدعو الناس للحق بالحكمة، ويذكرهم بقدرة الله وبالجنة والنار، ويدعو الملك نفسه للإيمان.
الملك استغرب من كلامه بالبداية، وسأله:
"من إلهك الذي تدعونا إليه؟"
فقال جرجيس:
"إلهي هو الذي خلق السماوات والأرض، وبيده الحياة والموت، وهو الذي يشفي المرضى، وينزل المطر، ويحيي العظام وهي رميم."
لكن الملك ما آمن، بل غَضبَ منه وقال:
"أنت تكفر بآلهتنا؟ اقتلوه!"
لكن بعض الناس قالوا: "يا ملك، هذا رجل صالح، خل نجرب إذا ربه يقدر يسوي معجزة."
فأمر الملك بواحد مريض ميؤوس منه، وقال لجرجيس:
"إن كان إلهك حقًا، فادعُه يشفي هذا المريض."
فرفع نبي الله جرجيس يديه إلى السماء ودعا الله، فشفاه الله أمام أعينهم!
فآمن بعض الناس، لكن الملك ازداد كفرًا وقال إن هذا سحر!
وهنا قرر الملك انو يقتل النبي جرجيس ويعذبه....
التعذيب الأول:
أمر الملك بجلد جرجيس حتى تمزق جسده، ثم أمر بقطع لحمه بالحديد، وسكب عليه الزيت المغلي!
لكن الله سبحانه أعاده سالم معافى أمامهم، حتى يعرفون إنه نبي من عند الله.
رغم المعجزة، الملك ما تاب، بل زاد عناد وقال:
"إن لم تترك دينك سأقتلك مرات ومرات!"
بعثه رب العالمين مرا ثانية الهم الروايات دكول انو النبي جرجيس عليه السلام لمن بُعث مرا ثانيه إذا قتلوا أو عذبوا ماكان يحس بالألم لان رب العالمين سلب منه هذا الشعور حتى لا يحس بالتعذيب لان راح ينقتل أكثر من مرا
التعذيب الثاني:
أمر الملك أن يُوضع جرجيس في قدر كبير فيه نحاس وزيت يغلي.
ففعلوا ذلك، لكن الله أنقذه مرة أخرى!
ثم وضعوه بين أسنان المنشار، وقطعوا جسده نصفين، لكن الله جمع جسده وأعاده حيًا أمامهم!
المعجزة الكبرى:
بعد كل هذا، دعا جرجيس ربه وقال:
"يا رب، أحيي الموتى أمامهم ليعلموا أنك الإله الحق."
فأحيا الله رجل كان ميتًا من سنين طويلة، فتكلم الميت وقال لقومه:
"آمنوا بما جاء به جرجيس، فإنه عبد الله الصالح."
لكن الملك وقومه رغم كل هذا كفروا من جديد وقالوا:
"هذا سحر عظيم!"
بعد تعذيب طويل جداً، رفع نبي الله جرجيس يديه للسماء وقال:
"اللهم إنك ترى ما أفعل، فاصبرني وارضَ عني، واقبضني إليك."
فأرسل الله ملَكًا من السماء قال له:
"يا جرجيس، إن الله قد كتب لك أجر الصابرين، وسيرفع اسمك في العالمين."
ثم توفّاه الله شهيدًا صابرًا، ونزلت نار من السماء فأحرقت الملك الظالم وجنوده.

