وادي برهوت في اليمن
وادي برهوت... بوابة الغموض في أرض اليمن
في أقصى شرق اليمن، وبين جبالٍ صامتة لا تسمع فيها سوى همس الرياح، يقع وادي برهوت… المكان الذي حيّر الناس منذ قرون، ونسجت حوله الحكايات المخيفة والأساطير الغامضة…
يقول أهل المنطقة إنك لو اقتربت من هناك، تشعر بأن الهواء نفسه يثقل، وكأنك تقترب من سرٍ لا يُسمح لك بمعرفته. وسط هذا الوادي تمتد حفرة عملاقة تُعرف بـ بئر برهوت، يقال إن عمقها أكثر من مئتي متر، ولا يُرى قاعها مهما حاولت النظر… مجرد ظلام لا نهاية له…
رائحة الجحيم:
كان الناس في القديم يعتقدون أن هذه البئر منفذٌ إلى جهنم، لأن منها كانت تنبعث رائحة كريهة تشبه الكبريت والغاز، تُشمّ حتى من مسافة بعيدة.
ويروى في بعض القصص القديمة أن أرواح الكافرين والجن تسكن فيها، ولهذا كانوا يتجنبون الاقتراب منها حتى في وضح النهار…
وفي كتاب عجائب الملكوت ذكر :
يكون هذا الوادي في حضرموت باليمن، وهو من أودية جهنم تجتمع فيه أرواح الكفار والمنافقين، فعن أمير المؤمنين الكلام قال: إن من وراء اليمن وادياً يقال له وادي برهوت ولا يجاوز ذلك الوادي إلا الحيات السود والبوم من الطير، في ذلك الوادي بئر يقال له بلهوت يغدئ ويراح إليها بأرواح المشركين يسقون من ماء الصديد…
وسئل عن أكرم واد على وجه الأرض فقال : واد يقال له سرانديب سقط فيه آدم من السماء، وسئل عن شر واد على وجه الأرض فقال وادياً باليمن يقال له برهوت وهو من أودية جهنم …
وعن أبي جعفر علي قال في حديث : وإن لله ناراً في المشرق وخلقها ليسكنها أرواح الكفار ويأكلون من زقومها ويشربون من حميمها ليلهم، وإذا طلع الفجر هاجب إلى واد باليمن يقال له برهوت أشد حراً من نيران الدنيا، كانوا فيها يتلاقون ويتعارفون فإذا كان المساء عادوا إلى النار فهم كذلك إلى يوم القيامة …
بين الحقيقة والأسطورة:
لكن مع مرور الزمن، حاول العلماء استكشاف هذا المكان. وفي سنة 2021، نزل فريق من سلطنة عمان إلى البئر بالحبال والمعدات الحديثة.
تفاجأوا عندما وجدوا بداخلها تجاويف صخرية ضخمة، ومياه راكدة، وكائنات صغيرة مثل الثعابين والضفادع. لم يجدوا شيئًا خارقًا للطبيعة، لكنهم قالوا إن الظلام والرطوبة والغازات تجعلها واحدة من أخطر الحفر في العالم…
أسرار لا تنتهي:
حتى بعد كل هذه الاكتشافات، يبقى وادي برهوت مكانًا مليئًا بالغموض فبعض الرحّالة يؤكدون أنهم سمعوا أصواتًا غريبة تأتي من داخل البئر ليلًا، وكأن الأرض تتنفس من هناك…
هل هي مجرد ظواهر طبيعية؟ أم أن في باطن الأرض أسرارًا لم تُكشف بعد…

