خندق ماريانا
خندق ماريانا: العالم الغامض في أعماق المحيط
في أعماق المحيط الهادئ، بين الفلبين واليابان، يوجد مكان يُعتبر من أكثر المناطق غموضًا ورعبًا على كوكب الأرض. هذا المكان هو خندق ماريانا، أعمق نقطة في محيطات العالم، وأحد من أعظم أسرار الطبيعة التي لا تزال تدهش العلماء حتى اليوم…
الموقع والعمق:
يقع خندق ماريانا شرق جزر ماريانا، ويمتد على طول أكثر من 2500 كيلومتر. أما أعمق نقطة فيه فتُعرف باسم تشالنجر ديب (Challenger Deep)،
ويبلغ عمقها تقريبًا 11,034 مترًا تحت سطح البحر!
للتوضيح، لو وضعنا جبل إيفرست — أعلى جبل في العالم — داخل الخندق، فسيبقى رأسه مغمورًا بالماء بأكثر من كيلومترين! وهذا مو عمقه الكامل بل هو أعمق بس بسبب الضغط الهائل ماكدرت الغواصات أو الغواصين ينزلون أكثر ويعتبر أعمق نقطة على سطح الأرض!
الضغط والظروف:
الضغط في قاع خندق ماريانا هائل جدًا، حيث يعادل ألف مرة الضغط الذي نشعر به عند سطح البحر.
درجة الحرارة هناك تقارب الدرجة المتجمدة، والظلام دامس تمامًا، فلا تصل أشعة الشمس إلى تلك الأعماق أبدًا.
ومع ذلك، تستمر الحياة هناك بطريقة خارقة للعقل!
الكائنات الغريبة:
على الرغم من الظلام والضغط الهائل، اكتشف العلماء وجود مخلوقات فريدة لا توجد في أي مكان آخر على الأرض، مثل:
سمكة الحلزون الماريانية: شفافة ورخوة جدًا، تعيش بأعمق الأعماق دون أن تتأثر بالضغط.
الأخطبوط الشبح: كائن أبيض شفاف يشبه الروح، تم اكتشافه عام 2016.
البكتيريا المتوهجة: تنتج ضوءًا بنفسها بعملية اسمها البيولومينسنس، لتتواصل أو تصطاد فرائسها في الظلام التام.
الاكتشافات والرحلات:
في عام 1960 قرّر عالمان القيام برحلة استكشافية إلى خندق ماريانا، أعمق نقطة في كوكب الأرض. استخدما غواصة خاصة، ونزلا بها إلى عمق يقارب 11 كيلومتراً تحت سطح البحر كان العالمان يتوقعان ألّا يشاهدا أي شكل من أشكال الحياة في ذلك العمق الهائل بسبب الضغط المائي الشديد، لكن المفاجأة كانت مدهشة….
بعد نحو خمس ساعات من النزول، وصلا إلى قاع الخندق، وبينما كانا داخل الغواصة، سمعا أصوات ضربات قوية على هيكلها المعدني وعندما تفحّصا شاشة الرادار، ظهرت أمامهما هيئة كائن ضخم يقترب من الغواصة ويصطدم بها وعند عودتهما إلى السطح، أخبرا الناس بما شاهداه، لكن لم يصدقهم أحداً ، وظنّ البعض أن ما شاهداه كان مجرد تأثير من ضغط الماء أو تخيلات تحت الضغط النفسي الشديد.
الغريب أن العلماء احتفظوا بسرّ تلك الحادثة لمدة 36 عاماً، حتى كشفتها إحدى الصحف فيما بعد، وذكرت أن وصفهما للكائن يتطابق مع القرش "الميجالودون"، وهو نوع من القروش المنقرضة التي عاشت قبل نحو 23 إلى 2.6 مليون سنة، في الفترة ما بين الإيوسين المبكر إلى البليوسين المتأخر كما قالا إنهما شاهدا مخلوقاً آخر مفلطح الشكل، كان يلتف حول الغواصة وكأنه يراقبهما بصمت حتى عادا إلى السطح واستنتج بعض العلماء أن هذا ربما يدل على وجود حضارة مائية غير معروفة أو أنواع حية لم تُكتشف بعد…
ولم تتوقف غرائب هذا الخندق عند ذلك الحد، ففي عام 1985، واجهت سفينة أمريكية حادثة غامضة أثناء استخدام الباحثين مسباراً علمياً لاستكشاف أعماق الخندق فقد سجّل المسبار أصواتاً غريبة مجهولة المصدر، وفي اللحظة نفسها بدأت الأسلاك الفولاذية التي تربطه بالسفينة تُشَدّ بقوة هائلة، وكأن شيئاً حياً في الأعماق يمسك بها حاول العلماء سحب المسبار، لكنهم لم يستطيعوا بسبب القوة الشديدة، وبعد ثلاث ساعات من المحاولات، تمكنوا أخيراً من رفعه. وعندما فحصوه، وجدوا عليه آثار عضّات ضخمة، تطابقت مع شكل أسنان الميجالودون…
تكررت مثل هذه الحوادث في خندق ماريانا، مثل غرق سفن كبيرة إثر ضربات غامضة من أعماق البحر، وغيرها من الظواهر غير المفسّرة وقد أكّد العلماء أن الإنسان لم يكتشف سوى 5٪ فقط من المحيطات، مما يعني أن 95٪ من عالم البحار لا يزال مجهولاً، وربما تخفي تلك الأعماق مخلوقات وكائنات لم نعرفها بعد…



